تشعرنا الملابس بالدفء و يا حبذا لو كانت أيضاً جميلة ولائقة، إلا أن ما تخفيه أكثر مما تظهره.
يعيش الكثيرون منّا هذا المشهد، عندما يلجس أحدنا مع جده وجدته فوق سطح المنزل يشاهد صورهما القديمة التي تحكي أيام الشباب، ثم يسأل متعباً: "ما تلك الثياب الغريبة التي كنتم ترتدونها على أيامكم؟"
الموضة روح العصر
شهدت الموضة تغيرات عدة على مر الزمن، ولن تتوقف التغيرات في المستقبل أيضا، ويلاحظ هذا بوضوح في طريقة الملبس، و لكن تُرى ما هي الموضة؟ الموضة كلمة لاتينية الأصل تعني "الكيفية"، وأصبح المقصود بها الآن تطور قصير الأمد تشهده روح العصر في مختلف المجالات، ويصحب هذا التطور تغير في الشكل والسلوك وطريقة التفكير. وقد تكون هناك مظاهر خارجية طويلة الأمد تعبر عن روح العصر ظلت ثابتة في كل مراحل تغير الموضة، و هي ما توصف بكونها أشياء تقليدية.
وغالباً ما يرتبط مصطلح الموضة في الاستخدام الحالي للغة ارتباطاَ مباشراَ بطريقة اللبس أو تصفيف الشعر، أي بكيفية إبداء المظهر، وأما موضة الملابس فما هي إلا أسلوب للبس ينتهي بعد فترة قصيرة و يحل محله أسلوب آخر مختلف، و يتكرر هذا التغير باتنظام، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، بم يرتبط تغير الموضة؟ و لماذا لا يظل كل شيء كما هو دون تغيير؟
الملابس تعبير عن الإحساس بالحياة
يقول المثل الفارسي "مظهر الإنسان عنوان لما بداخله"، وعلى هذا فإن وظيفة الثياب لا تنحصر في تدفئة الجسد أو حمايته أو حتى إضفاء الجمال عليه فقط، بل تعكس أيضا موقفاً شخصياً أو تعبر عن إحساس معين بالحياة.
و على هذا فإن الملابس و لا سيما ألوانها و خاماتها و تفصيلاتها قد تعبر عن حالة الإنسان، إذ يرتدي الناس مثلاً ملابس سوداء في حالات الوفاة لبعض الوقت، و قد يدل مظهر الخارجي للإنسان كذلك على وظيفته أو يوضح نوع العمل الذي يقوم به في وقتٍ ما، فغالباً ما يرتدي الصيادون ملابس خضراء، في حين يرتدي الأطباء و الممرضات ملابس بيضاء، و ما يرتدي موظفوا البنوك عادة بِدلاً و النجارون يلبسون الأوفرول، فما يلبسه التلميذ ليس كما يلبسه من يذهب إلى مقابلةٍ شخصيةٍ للحصول على عمل.
يرتدي الإنسان ملابسه في الصباح في هدوء دون أن يفكر في تأثير ألوان هذه الملابس على الآخرين، فالأحمر مثلاً كان في الماضي اللون الذي يفضله الملوك، و هو يعبّر الآن عن الحيوية و الجاذبية و المشاعر، أما الأبيض فيظهر النقاء و البراءة و ربما أيضاً السذاجة، بينما يرمز الأزرق الميل إلى التحفظ و التمسك بالتقاليد، و يعبر البني عن الانطواء والارتباط بالطبيعة. كل هذه الانطباعات تتولد تلقائياً عندما يلتقي الإنسان بالآخرين، و من ثمًّ فإن لهم ثأتيراً كبيراً على اختيار الشخص لملابسه، ولكن ليست كل الملابس تناسب كل شخص.
الملابس تعبير عن الوضع المادي
وتعبر الملابس كذلك عن الوضع المادي، فمن فالأثرياء يرتدون الأزياء باهظة الثمن من إنتاج الماركات العالمية التي تقدم أحدث خطوط الموضة وأفخم التصميمات. ويتأثر الشخص غالباً في اختياره لملابسه بأصدقائه و أقاربه، فلا يشتري بعض الناس مثلاً إلا ما يتماشى مع موضة الوقت حرصاً على بقاء انتمائهم لشريحة معينة، و قد يساعد الآباء أبناءهم أحياناً في اختيار ملابس تتواءم مع مناسبة معينة.
إذاً فالملابس لا تعكس ما في نفس الإنسان فقط، بل تقدم أيضاً صورة للمجتمع الذي يعيش فيه، وقد ترتبط موجات الموضة التي يطلقها مصمموا الأزياء أحياناً بالتغيرات الاجتماعية، فكان الشعب في العصور الوسطى مثلاً يتكون من النبلاء والرعية ورجال الدين، و كانت هناك قوانين صارمة تحدد الملابس التي ترتديها كل طبقة، أما الآن فقد اختفت هذه الظاهرة إلى حد كبير، كما أن تحرير المرأة كنتيجة لثورة عام 1986 أتاح لها أخيراً ارتداء البنطلون الجينز و "التي شيرت"، بدلاً من ملابس النساء التقليدية "الچيبة و البلوزة" يعد مثالاً آخر لتلك التغيرات الاجتماعية.
التأثير الثقافي و الديني
و يؤثر كل من دين وثقافة المجتمع تأثيراً بالغاً على شكل الثياب فيه، فالقرآن على سبيل المثال يفرض على المسلمين بعض قواعد اللبس، فأثناء الحج يجب على الرجال أن يغطوا أجسادهم بإزار أبيض و أن يلبسوا النعال وألا يغطوا رؤوسهم، و من شأن هذا الرداء الموحد إزالة الفوارق الاجتماعية وشد أزر جماعة المؤمنين، و ترتدي النساء في الحياة اليومية ملابس فضفاضة لا تظهر بروز الجسم و تغطي الرأس والنصف العلوي من الجسم، في حين طريقة لبس المرأة تختلف من منطقة لأخرى.
و بوجه عام، تلعب الموضة دوراً كبيراً في الحياة اليومية، و تظهر قدراً كبيراً من شخصية الإنسان، و يؤدي التأثير المتبادل بين الموضة و الفرد و المجتمع إلى استمرار نشأة كل ما هو جديد و إلى إحساس متغير بالحياة.
سارة كاشوبا
يعيش الكثيرون منّا هذا المشهد، عندما يلجس أحدنا مع جده وجدته فوق سطح المنزل يشاهد صورهما القديمة التي تحكي أيام الشباب، ثم يسأل متعباً: "ما تلك الثياب الغريبة التي كنتم ترتدونها على أيامكم؟"
الموضة روح العصر
شهدت الموضة تغيرات عدة على مر الزمن، ولن تتوقف التغيرات في المستقبل أيضا، ويلاحظ هذا بوضوح في طريقة الملبس، و لكن تُرى ما هي الموضة؟ الموضة كلمة لاتينية الأصل تعني "الكيفية"، وأصبح المقصود بها الآن تطور قصير الأمد تشهده روح العصر في مختلف المجالات، ويصحب هذا التطور تغير في الشكل والسلوك وطريقة التفكير. وقد تكون هناك مظاهر خارجية طويلة الأمد تعبر عن روح العصر ظلت ثابتة في كل مراحل تغير الموضة، و هي ما توصف بكونها أشياء تقليدية.
وغالباً ما يرتبط مصطلح الموضة في الاستخدام الحالي للغة ارتباطاَ مباشراَ بطريقة اللبس أو تصفيف الشعر، أي بكيفية إبداء المظهر، وأما موضة الملابس فما هي إلا أسلوب للبس ينتهي بعد فترة قصيرة و يحل محله أسلوب آخر مختلف، و يتكرر هذا التغير باتنظام، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، بم يرتبط تغير الموضة؟ و لماذا لا يظل كل شيء كما هو دون تغيير؟
الملابس تعبير عن الإحساس بالحياة
يقول المثل الفارسي "مظهر الإنسان عنوان لما بداخله"، وعلى هذا فإن وظيفة الثياب لا تنحصر في تدفئة الجسد أو حمايته أو حتى إضفاء الجمال عليه فقط، بل تعكس أيضا موقفاً شخصياً أو تعبر عن إحساس معين بالحياة.
و على هذا فإن الملابس و لا سيما ألوانها و خاماتها و تفصيلاتها قد تعبر عن حالة الإنسان، إذ يرتدي الناس مثلاً ملابس سوداء في حالات الوفاة لبعض الوقت، و قد يدل مظهر الخارجي للإنسان كذلك على وظيفته أو يوضح نوع العمل الذي يقوم به في وقتٍ ما، فغالباً ما يرتدي الصيادون ملابس خضراء، في حين يرتدي الأطباء و الممرضات ملابس بيضاء، و ما يرتدي موظفوا البنوك عادة بِدلاً و النجارون يلبسون الأوفرول، فما يلبسه التلميذ ليس كما يلبسه من يذهب إلى مقابلةٍ شخصيةٍ للحصول على عمل.
يرتدي الإنسان ملابسه في الصباح في هدوء دون أن يفكر في تأثير ألوان هذه الملابس على الآخرين، فالأحمر مثلاً كان في الماضي اللون الذي يفضله الملوك، و هو يعبّر الآن عن الحيوية و الجاذبية و المشاعر، أما الأبيض فيظهر النقاء و البراءة و ربما أيضاً السذاجة، بينما يرمز الأزرق الميل إلى التحفظ و التمسك بالتقاليد، و يعبر البني عن الانطواء والارتباط بالطبيعة. كل هذه الانطباعات تتولد تلقائياً عندما يلتقي الإنسان بالآخرين، و من ثمًّ فإن لهم ثأتيراً كبيراً على اختيار الشخص لملابسه، ولكن ليست كل الملابس تناسب كل شخص.
الملابس تعبير عن الوضع المادي
وتعبر الملابس كذلك عن الوضع المادي، فمن فالأثرياء يرتدون الأزياء باهظة الثمن من إنتاج الماركات العالمية التي تقدم أحدث خطوط الموضة وأفخم التصميمات. ويتأثر الشخص غالباً في اختياره لملابسه بأصدقائه و أقاربه، فلا يشتري بعض الناس مثلاً إلا ما يتماشى مع موضة الوقت حرصاً على بقاء انتمائهم لشريحة معينة، و قد يساعد الآباء أبناءهم أحياناً في اختيار ملابس تتواءم مع مناسبة معينة.
إذاً فالملابس لا تعكس ما في نفس الإنسان فقط، بل تقدم أيضاً صورة للمجتمع الذي يعيش فيه، وقد ترتبط موجات الموضة التي يطلقها مصمموا الأزياء أحياناً بالتغيرات الاجتماعية، فكان الشعب في العصور الوسطى مثلاً يتكون من النبلاء والرعية ورجال الدين، و كانت هناك قوانين صارمة تحدد الملابس التي ترتديها كل طبقة، أما الآن فقد اختفت هذه الظاهرة إلى حد كبير، كما أن تحرير المرأة كنتيجة لثورة عام 1986 أتاح لها أخيراً ارتداء البنطلون الجينز و "التي شيرت"، بدلاً من ملابس النساء التقليدية "الچيبة و البلوزة" يعد مثالاً آخر لتلك التغيرات الاجتماعية.
التأثير الثقافي و الديني
و يؤثر كل من دين وثقافة المجتمع تأثيراً بالغاً على شكل الثياب فيه، فالقرآن على سبيل المثال يفرض على المسلمين بعض قواعد اللبس، فأثناء الحج يجب على الرجال أن يغطوا أجسادهم بإزار أبيض و أن يلبسوا النعال وألا يغطوا رؤوسهم، و من شأن هذا الرداء الموحد إزالة الفوارق الاجتماعية وشد أزر جماعة المؤمنين، و ترتدي النساء في الحياة اليومية ملابس فضفاضة لا تظهر بروز الجسم و تغطي الرأس والنصف العلوي من الجسم، في حين طريقة لبس المرأة تختلف من منطقة لأخرى.
و بوجه عام، تلعب الموضة دوراً كبيراً في الحياة اليومية، و تظهر قدراً كبيراً من شخصية الإنسان، و يؤدي التأثير المتبادل بين الموضة و الفرد و المجتمع إلى استمرار نشأة كل ما هو جديد و إلى إحساس متغير بالحياة.
سارة كاشوبا
الأحد مايو 02, 2010 1:15 pm من طرف عزو
» أقوى برنامج حمايه من الفيروسات (أفاست)
الأحد مايو 02, 2010 1:11 pm من طرف عزو
» صناديق النوم في مطار دبي
الثلاثاء أبريل 27, 2010 8:28 am من طرف بنوتة
» هذا إختبار الأصدقاء
الثلاثاء أبريل 27, 2010 8:25 am من طرف بنوتة
» تربية زما واليوم
الثلاثاء أبريل 27, 2010 7:56 am من طرف بنوتة
» الباص البرمائي
الثلاثاء أبريل 27, 2010 7:44 am من طرف بنوتة
» غبي تعلم الفوتوشوب حاس الدنيا
الثلاثاء أبريل 27, 2010 3:32 am من طرف بنوتة
» ذبحت بلكبتكــ أنسااااان
الثلاثاء أبريل 27, 2010 3:26 am من طرف بنوتة
» إمرأة شمرية أخترعت علاج
الثلاثاء أبريل 27, 2010 3:21 am من طرف بنوتة